خواطر عابر

خواطر عابر

خواطر  عابر

نزيف الوعي ليس مجرد حالة عابرة من الغفلة، بل هو معركة خفية تُشن بلا جلبة، وأسلحتها غير تقليدية، تُزرع في العقول لا في الأرض، وتُوجه القلوب لا البنادق. في عصر تداخل المعلومة والصورة، تصبح الحرب حربًا ناعمة تستهدف الوعي، الذي يتحول إلى جبهة هشّة أمام التدفق المتواصل للإشارات الموجهة. إنها حرب تفتقر إلى الدبابة والمدفع لكنها تعج بأدوات أكثر دهاءً: منصات إعلامية، شبكات اجتماعية، أفكار تُغلف بقوالب براقة، وأجندات تُقدم بعباءة الحرية والانفتاح.

 

خطر الوعي المسلوب

 

الدبابة واضحة الخطر، يمكن سماع دويها ورؤية أثرها، لكن ما يُسلب من الوعي يضرب في الصميم دون أن يُلحظ. هو تفكيك تدريجي للعقل الجمعي، وتبديل مستمر للثوابت، لتتحول الأمة من كيان يمتلك هدفًا وقضية، إلى مجموعات متفرقة بلا رابط ولا بوصلة. هذا النزيف لا يظهر فجأة؛ بل يبدأ بالعبارات البسيطة، بالفكرة التي تُطرح على استحياء، بالرسالة التي تبدو بريئة لكنها تحمل سمًا ناعمًا.

 

حرب العقول الحديثة

 

هذه الحرب لا تحتاج جيوشًا بالمعنى التقليدي؛ تحتاج فقط إلى مخططين بارعين يفهمون معادلة الوعي. الفكرة بسيطة: ازرع المفاهيم التي تريدها، حدد أهدافك، ثم اترك “المُستهدَفين” يفعلون الباقي بأنفسهم. أشعل الصراع الداخلي بينهم، اجعلهم يخوضون الحروب بالنيابة عنك، وساعدهم على تحقيق أهدافك دون أن يدركوا أنهم بيادق في لعبة أكبر منهم.

 

السلاح الحقيقي: الإسلام

 

ما دامت العقول مشبعة بالإسلام، ستبقى قادرة على رؤية الأمور بوضوح. الإسلام ليس مجرد عقيدة؛ هو منظومة فكرية متكاملة تحمي من التبعية الفكرية، وتُحصّن العقل أمام الزيف الإعلامي والضغوط الثقافية. لهذا السبب، كانت الحروب على الإسلام دائمًا أشد وأقسى. لا يمكن السيطرة الكاملة على أي أمة ما لم تُفرغ من قيمها وعقيدتها، وما لم يُحكم قبضتها على مراكز قوتها الفكرية والاقتصادية.

والسبيل إلى تجريد الامة من سلاح الإسلام هو علماء اكفاء ومثقفون احسن كفاءة ،ليعطوا قراءة هادفة إلى تصرفات الصهاينة، ليندفع الضحايا إلى الدفاع عن الجاني ، وقتها يصبح برنار ،وهو يهودي ماركسي، "قائدا اسلاميا يحرر الأفغان" ،ويقول بالحرف ستصل الثورة الى الجزائر،ويمد الخيط لموريتانيا ثم يتراجع إلى حين انجاز مهمات اكثر استعجالا في سوريا ،ويضع خططا بعيدة المدى لمنطقة الخليج.

راجعوا مذكراته وخطبه ومقابلاته،انها ناطقة

 

نزيف الوعي هو الخطر الأكبر على الأمة اليوم. إنه ليس مجرد تهديد يُقابل بالإنكار أو الغفلة، بل معركة وجودية تستوجب استنفار الطاقات وحشد الجهود. كل فكرة تُطرح، كل معلومة تُبث، كل صورة تُعرض، يجب أن تمر من بوابة الوعي الواعي؛ وإلا، سنكون قد خسرنا معركة دون أن ندرك حتى أنها كانت قائمة.

مدونات مشابهة

عرض المزيد